اعتاد المنتخب الأوروغوياني لكرة القدم، بطل العالم مرّتين، منذ زمن بعيد على رفع مستوى الأداء في اللحظات الصعبة والحرجة، ورغم أنه لا يسيطر على عالم المعشوقة المستديرة كما كانت الحال في السنوات الأولى لاعتماد كأس العالم، إلا أن احداً من المنافسين لا يستطيع ان يستخف برجال اوسكار تاباريز في كأس القارات التي تستضيفها البرازيل من 15 إلى 30 حزيران/يونيو.
وينتقل المنتخب الأوروغواي إلى البلد الجار بصفته بطلاً لأميركا الجنوبية على حساب أكثر المرشّحين للفوز المضيف الأرجنتيني، حيث خاض البطولة الأميركية بروح خلال مشواره إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين احتلّ المركز الثالث على حساب منتخبات أكثر سمعة وشهرة وألقاباً.
ويعد تاباريز المهندس الرئيسي للنجاحات التي يحقّقها المنتخب في الوقت الحاضر، وهو عمد بعد تعيينه في منصب المدرّب عام 2006 بعد إخفاق أسلافه 3 مرّات في 4 محاولات لقيادة الأوروغواي إلى نهائيات المونديال، إلى ايجاد تشكيلة قوية على صعيد الدفاع والهجوم مع الحفاظ على اللعب التقليدي للمنتخب الأوروغوياني.
وتذهب الأوروغواي إلى البرازيل وهي تحتلّ حالياً المركز الخامس في تصفيات أميركا الجنوبية برصيد 16 نقطة من 12 مباراة، وتتقدّم بفارق الأهداف على فنزويلا بعد فوزها عليها 1-0 فجر الأربعاء بفارق 10 نقاط خلف الأرجنتين المتصدّرة التي تعادلت مع الاكوادور 1-1.
وبدأت الأوروغواي التصفيات الخاصة بكأس العالم بقّوة فحققت 3 انتصارات وتعادلين ضمن سلسلة من 18 مباراة لم تذق فيها طعم الخسارة، إلا أنها لم تكمل النسج على ذات المنوال فلم تفز بأي من الجولات الست اللاحقة واكتفت بنقطتين من تعادلين و4 هزائم قبل الفوز الذي انعش آمالها بالمنافسة من جديد على احدى بطاقات التأهّل المباشر الأربع أو غير المباشر بعد ملحق مع خامس آسيا.
وأصبحت الأوروغواي التي فازت مؤخّراً على فرنسا 1-0 ودّياً، من الناحية النظرية تتأرجح بين التأهّل وعدمه، وهي تعرف أن خسارة جديدة أو أيّ نتيجة غير إيجابية ستضرّ كثيراً بفرصتها للعودة إلى البرازيل العام المقبل.
وبالطبع، يعرف عن رجال المنتخب الأوروغوياني أنهم اقوياء جدّاً في الضراء والمحن والازمات.. وقد تكون كأس القارات مناسبة لهم لاستعادة ثقة بالنفس هم بحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى، والنتائج الجيدة التي قد يحقّقونها في الأسابيع المقبلة قد تمنحهم لقبا جديدا، ستكون بلا شك الانعطافة التي قد تعيدهم من جديد إلى اجواء التصفيات.
نجوم المنتخب
يضم المنتخب في عداده ثلة من النجوم اصحاب الشهرة الفردية في مقدمتهم ادينسون كافاني هدّاف نابولي ولويس سواريز هدّاف ليفربول ودييغو فورلان افضل لاعب في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
كافاني
لم يستطع كافاني (26 عاماً) زيارة شباك الخصوم مع منتخب بلاده بنفس القدر مع فريقه نابولي، لكنه عنصر أساسي في التشكيلة ويشكّل دائماً تهديداً لأي دفاع منافس، ويستطيع لاعب دانوبيو السابق أيضاً استخدام موهبته بالقيام بدور صانع ألعاب مميز والمساهمة في خلق مساحات ينفذ منها رفاقه للمرور وتهديد المرمى.
سواريز
عزّز سواريز (26 عاماً)، لاعب ناسيونال السابق، شهرته كهدّاف مدلّل بعد موسم جديد ناجح ظهرت فيه بشكل مُلفت شهيته للتهديف، لكن ما يشوب اداءه عدم قدرته على التحكم بأعصابه ما أدى إلى ارتكاب مخالفات غير رياضية (منها العض) عرضته للإيقاف فترات طويلة.
واختير سواريز أفضل لاعب في مسابقة كوبا أميركا التي أحرزتها الأوروغواي عام 2011، وتابع مشواره بنفس العزيمة والتصميم خصوصاً في التصفيات المؤهّلة إلى مونديال 2014، حيث سجّل 8 أهداف وضعته في صدارة الهدّافين مشاركة مع النجم ليونيل ميسي وبفارق هدف أمام الأرجنتيني الآخر غونزالو هيغواين، وهو صاحب الهدف الرائع جدّاً في مرمى فرنسا مؤخّراً.
فورلان
عاد دييغو فورلان بعد 3 سنوات من اختياره أفضل لاعب في المونديال في جنوب افريقيا إلى أميركا الجنوبية للدفاع عن الوان انترناسيونال بورتو اليغري البرازيلي بعد ان امضى 10 سنوات في البطولات الاوروبية، حيث لعب في صفوف مانشستر يونايتد الانكليزي وفياريال واتلتيكو مدريد الإسبانيين.
ولم يعد فورلان (33 عاماً) يملك نفس الزخم السابق والقدرة البدنية، لكنه يبقى احد قادة المنتخب وصاحب تجربة كبيرة يوظفها حاليا في بناء الهجمات اكثر من اللعب كرأس حربة كما كانت عليه الحال سابقاً.
المدرّب
حاز أوسكار تاباريز (66 عاماً) على ثقة أنصار المنتخب منذ زمن بعيد، عندما قاده إلى نهائيات مونديال 1990 في إيطاليا وبلغ حينها ثمن النهائي قبل أن يخرج على يد المنتخب المضيف، وسمحت له هذه المسيرة الناجحة بتولّي الاشراف على أهم واكبر الاندية منها بوكا جونيورز الأرجنتيني وميلان الايطالي.
لكن فترة تدريب منتخب الأوروغواي الثانية هي الأهم بالنسبة إلى مسيرة "المايسترو" فقاده إلى نهائيات مونديال 2010 وبلغ نصف النهائي واكتفى بالمركز الثالث، ثم أحرز كوبا أميركا بعد عام فصار بنظر مواطنيه الرجل الذي سمح للأوروغواي باستعادة امجادها على الساحة الدولية.